جنون الورق

.. بالأمس ..
أمسكت التقويم بكلتا يدي
.. قلبت أحداث العام المنصرم
أبحث فيه عما حققته
فأجدني
أقف في كل مرة عند ذكرى تجمعنا
أسكب الدمعة أو أداريها

ففي هذا اليوم أرتبط اسمانا
وتوجنا كـ ملكان حطا من أقصى السماء
لينشرا الحب بين البقية
..
وفي هذا اليوم أردتيت ثوبي الأحمر لرؤيتك
وكم كنت شقيا بأفعالك
..
وفي الأسبوع الذي يليه
أتيت وقد أنهكك الشوق
تحتضنني بعنف
وتهمس في كل لحظة ولحظة
" أشتقت لك "
..
ثم هذا اليوم
تحادثنا مطولا على الهاتف
تغنيني
تداعبني
تسليني
تضحكني تارة وتبكيني
.. وتتكرر صورة محادثتنا
ويبقى أمل اللقاء بعيد

.. أتذكر
أتذكر تلك الليلة
من الشهر التاسع
أتذكر حين هاتفتني
تشكي غربتك ووحدتك
لكم كانت رائعة تلك الليلة
فقد أحسست بها أنني أحبك
لا بل أعشقك
إلى حد أني شعرت بألمك يتجذر بي ْ ويتعمق
إلى حد أني كنت أود قطع المسافات فقط .. لأحتضنك

.
.

هبت الرياح من نافذتي
تقطع تسلسل أيامنا سويا ً
آه من ذكرى تلك الأيام
ما أجملها
بل ما أتعسها حين أوقن أنها " كـانت "
وقفت ألملم أوراقي
أبعثر حنيني وأسكبه خارج روحي
قادتني خطواتي إلى النافذة
أحاول إقفالها والعود إليك
أقصد العودة للغوص في ذكراك
فتصرخ الريح " أن دعيني .. "
وتدخل غرفتي عنوة
تجمع وريقات التقويم
وترحل هاربة
مبقية على ورقة خريفية أخيرة
تخص " يوم وداعنـا "

.. قاتلة هي الريح
بل قاتلة هي هذه الورقة
جعلتني أسقط
أتكور على نفسي
وأكبل الحروف بسرداب المخارج
.
.
وما أقسى علي من تلك اللحظة
. . حين تسقط الأقنعة
ويلوذ كبريائي بالفرار
...